عام اخر يمضي

من طرف **وجدى** الخميس يناير 07, 2010 5:43 pm

عام اخر يمضي واخر يجيء ومرة اخرى يحتفل العالم بالرحيل والمجيء ،، مرة اخرى تزدان المدن وتغرق بالاضواء واشجار الميلاد .ويتيه

الناس في عالم الهدايا والتهاني .ويحلم الكل بتحقيق امنياته مع اطلالة عام جديد. هذا هوالجانب الطبيعي والمبهج من الحياة . اما غير الطبيعي والمؤلم كما هو الحال في العراق فما عدا القلة المحتفلة بالعام بالطريقة السلمية كالرقص او الغناء فأن الكثرة المحتفلة وأن لم يكن هناك سبب للاحتفال لمن يعيش في العراق وللاسباب التي نعرفها جميعا ، فأن الاطلاقات النارية هي الطريقة الوحيدة والفعالة للاحتفال وكأن المحتفلين بهم عطش لايرتوي الى مزيد من العنف ومزيد من الدماء وأن كانت عن غير قصد . اما المنشغلون بالسياسة والمناصب الحكومية فعام اخر يضاف الى اعوام لهاثهم وراء المال والسلطة وليس الى اعوام العمل وخدمة الناس . ، عام اخر يأتي على بغداد ولم تشفى بعد المباني المحترقة من حروقها ولم يشفى الناس من احزانهم ,عام اخر يزداد فيه عدد الايتام والارامل في العراق جراء اعمال العنف الارهابية ، عام اخر والشوارع تكتسي حلة من الغبار والاهمال بدل الاضواء والشجر والمباني الخلابة.. عام اخر يأتي وبنا عطش لايرتوي لحياة طبيعية وشوارع آمنة تمسح عنا مفازات من الحزن على حياة تبددت خيوطها كثوب بال ، على ماض مؤلم وحاضر اشد ايلاما ومستقبل مجهول . عام اخر يأتي ومازالت امنياتنا ذات الامنيات ببلد مستقر لايهان فيه المواطن ولايقتل او يعنف لاتفه الاسباب ، بلد يحكم القانون فيه القوي والضعيف ، بلد فيه حدائق ومتنزهات ونظام صحي وتعليمي متطور ،بلد يحمل الناس فيه الزهور بدل البنادق .بلد يحتفى فيه بالحب بدل القتل والدم. بلد الساسة فيه نزيهون يؤثرون مصالح الناس على مصالحهم الشخصية. بلد تزهو فيه الفنون التشكيلية والموسيقية وتتوزع في ساحاته وشوارعه المضاءة المشجرة النافورات والنصب الفنية والجداريات التي تحكي قصة هذا الشعب الحزين. بلد لايخرج فيه الرجال الى الشارع بملابس البيت " والتراك سوت " بلد الناس فيه الناس مسالمون طيبون يتبادلون التحايا كل يوم بحب بلد تسير فيه النساء في الشوارع من دون خوف من الحرشة او الانتقاد . لكنها محض امنيات ربما لاتتحقق ولوعلى المدى البعيد فالواقع مازال يسجل اخطر الانتهاكات التي يمكن ان يتعرض لها اي شخص في العراق . وهاهو عام اخر يأتي واللاجئون العراقيون في الدول العربية ينتظرون ماتجود به عليهم الدول المضيفة او المؤسسات الانسانية من مساعدات ، ومازال مهجرو الداخل ، وأن اغلقت الحكومة ملفهم يسكنون الخيام او المحافظات الاخرى بعد ان تحولت مناطقهم الى مناطق اشباح بسبب الاهمال والمستويات السكانية الثقافية الضحلة التي احتلت مناطقهم بسبب عمليات التهجير القسرية الطائفية السيئة الصيت التي بدأت قبل قرابة اربع سنوات .ولكننا في النهاية نقول وبمناسبة العام الجديد علينا بالامل"فما اضيق العيش لولا فسحة الامل